إثيوبيا.. احتدام المعارك في مدينتين وأديس أبابا تطلب دعما أفريقيا لصد الضغوط
سوداميديا : وكالات
دعت كينيا وجنوب أفريقيا اليوم كافة الأطراف المتحاربة في إثيوبيا إلى الوقف الفوري لإطلاق النار، والانخراط في حوار سياسي يشمل جميع الأطراف، وجاءت دعوة البلدين عقب مباحثات في عاصمة جنوب أفريقيا بين الرئيس سيريل رامافوزا ونظيره الكيني أوهورو كينياتا.
تحتدم المعارك حاليا بين القوات الإثيوبية وجبهة تحرير شعب تيغراي والمتحالفين معها في مدينتي شورابيت ودبرسينا على بعد 218 كيلومترا شمال العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، فيما ناشدت وزارة الخارجية الإثيوبية الدول الأفريقية دعم أديس أبابا في حربها بإقليم تيغراي شمالي البلاد، ودعت كل من جنوب أفريقيا وكينيا إلى وقف فوري لإطلاق النار بين الأطراف المتحاربة في إثيوبيا.
ودفعت الحكومة المركزية بقوات وعتاد عسكري لتعزيز قواعد الجيش في محيط مدينتي شورابيت ودبرسينا في إقليم أمهرة، وقال مدير مكتب الجزيرة في أديس أبابا محمد طه توكل إن القتال بين القوات الحكومية وجبهة تيغراي انتقل من محافظة والو بإقليم أمهرة حيث سيطرت الجبهة على عدد من المدن فيها إلى منطقة شوا (220 كيلومترا شمال العاصمة).
وحسب شهود عيان فإن قتالا شديدا نشب أمس لإيقاف تقدم مسلحي جبهة تيغراي في جبهة شوا، وذكر تلفزيون إقليم أمهرة أن قوات الجيش تصدت لهجمات الجبهة في منطقة باتي، وسيطرت على بعض التلال المطلة على الطريق الإستراتيجي الرابط بين جيبوتي والعاصمة الإثيوبية.
وكان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد أعلن أمس أنه سيتوجه بنفسه إلى مناطق القتال شمالي البلاد لقيادة قوات الدفاع الوطنية حسب تعبيره.
وفي منشور على منصات التواصل الاجتماعي، قال آبي أحمد إن الأعداء التاريخيين لا يريدون لإثيوبيا أن تنمو، مؤكدا أن ما يحدث مؤامرة لإخضاع الأفارقة واستعمارهم من جديد، على حد قوله.
وفي إطار التعبئة والتحشيد للحرب، دعت عمدة العاصمة أديس أبابا أدانيتش أبابي الإثيوبيين في داخل وخارج البلاد للمشاركة في حملة الدفاع عن الوطن بكافة الوسائل.
وقال وزير الدفاع أبراهام بيلاي إن الشعب والحكومة في إثيوبيا يخوضون صراعا في الداخل والخارج، واتهم الوزير بيلاي ما وصفها بالجماعات الإرهابية بالعمل على خلق دولة ضعيفة وغير قادرة على حماية مصالحها، واصف جبهة تيغراي وحليفها جيش تحرير أورومو بأنهم “خونة ينفذون أجندة أعداء إثيوبيا التاريخيين”.
الخارجية الإثيوبية
وعلى صعيد آخر، ناشدت وزارة الخارجية الإثيوبية الدول الأفريقية كافة دعم أديس أبابا في الحرب بإقليم تيغراي، ومنع أي ضغوط أجنبية عليها.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية دينا مفتي إن ما يجري في الشمال الإثيوبي هو مؤامرة لإذلال جميع الأفارقة وفرض شكل جديد من الاستعمار، حسب قوله.
بالمقابل، دعت كينيا وجنوب أفريقيا اليوم كافة الأطراف المتحاربة في إثيوبيا إلى الوقف الفوري لإطلاق النار، والانخراط في حوار سياسي يشمل جميع الأطراف، وجاءت دعوة البلدين عقب مباحثات في عاصمة جنوب أفريقيا بين الرئيس سيريل رامافوزا ونظيره الكيني أوهورو كينياتا.
وأعلن مسؤولون في وزارة الخارجية الأميركية أمس أن المبعوث الأميركي للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان عاد إلى واشنطن بعد مباحثات وصفت بالبناءة مع الاتحاد الأفريقي والحكومة الإثيوبية والأمم المتحدة وشركاء دوليين آخرين، وقال المسؤولون الأميركيون إن جهود واشنطن في إثيوبيا تركز على وقف غير مشروط للقتال، ووصول المساعدات وإنهاء انتهاكات حقوق الإنسان.
فرنسا وتركيا
وبسبب تصاعد القتال في الشمال الإثيوبي واقترابه من العاصمة، دعت فرنسا جميع المواطنين الفرنسيين الموجودين في البلد الأفريقي إلى مغادرة البلاد دون تأخير، وذلك في رسالة بعثتها السفارة الفرنسية في أديس أبابا إلى الفرنسيين الموجودين في إثيوبيا.
وكانت السفارة التركية لدى أديس أبابا دعت أمس الاثنين مواطنيها الموجودين في إثيوبيا إلى مغادرة البلاد بسبب احتدام الاشتباكات بين قوات الجيش ومسلحي جبهة تحرير شعب تيغراي.
وسبق أن دعت العديد من دول العالم مواطنيها إلى مغادرة إثيوبيا، وذلك عقب إعلان سلطات إثيوبيا في أوائل الشهر الجاري حالة الطوارئ في عموم البلاد لمدة نصف عام، وجاء القرار بعد تهديد جبهة تحرير شعب تيغراي بالزحف نحو العاصمة.
وفي 4 نوفمبر/ 2020، اندلعت اشتباكات بين الجيش الإثيوبي وجبهة تيغراي، بعدما دخلت القوات الحكومية الإقليم، ردا على هجوم استهدف قاعدة للجيش، واستطاع الأخير استعادة السيطرة على الإقليم الحدودي مع السودان.
إلا أن قوات المتمردين استطاعت في يونيو/حزيران الماضي السيطرة من جديد على إقليم تيغراي بما فيه عاصمته ميكيلي، ووسعت جبهة تيغراي معاركها ضد القوات الحكومية لتتجاوز الإقليم وتنتقل إلى إقليمي أمهرة وعفر المجاورين.
وتحالفت الجبهة مع مجموعات مسلحة مناهضة لحكومة أديس أبابا، ومنها جيش تحرير أورومو الذي ينشط في إقليم أورومو المحيط بالعاصمة أديس أبابا.
المصدر : الجزيرة + وكالات