سياسية

إبراهيم الشيخ يُطالب البرهان بالتنحي

قال وزير الصناعة السوداني السابق إبراهيم الشيخ إن قيادة المؤسسة العسكرية “لم تعد مؤتمنة على البلاد”، مطالبًا قائد الجيش عبد الفتاح البرهان بأن يتنحى من تلقاء نفسه.

جاء ذلك خلال مقابلة الشيخ مع برنامج (المسائية) على الجزيرة مباشر، مساء الأحد، تعقيبًا على المظاهرات التي شهدها السودان أمس في الذكرى الثالثة للثورة التي أطاحت نظام الرئيس عمر البشير.

وقال الشيخ “الرسالة المهمة المفترض أن تصل إلى مجلس السيادة أن هذا الشعب بهذه الحشود التي خرجت في كل مدن السودان قالت لا مساومة ولا مهادنة ولا رجعة عن الدولة المدنية، وأن اتفاق 21 نوفمبر غير مرغوب فيه، ولم يعد صالحًا لحكم السودان، وأن الجماهير لم تعد تقبل بأي من الطرفين حاكمًا للسودان، وأن الشعب لديه إصرار على الدولة المدنية”.

وعن كيفية تعاطي البرهان مع الرسالة، قال الشيخ “هذه الرسالة موجهة لكل القوات النظامية، ومطلوب من الأجهزة المختلفة أن تعلي من شأن الوطن، وما قاله حمدوك في الذكرى الثالثة للثورة وتحذيره من أن البلد مهددة بالانزلاق ولن يكون هناك وطن ولا ثورة، مفترض أن تكون هذه الرسالة قد وصلت إلى البرهان والأجهزة المعنية بأمن البلد”.

وأضاف “ليس ثمة سبب لأن تتشبث أي جهة بحبال السلطة وهي غير مبالية بأمن البلد الذي يمر بمنعطف خطير جدًّا يستدعي تدخل كل الجهات المعنية، ولا بد من تسليم الحكم بالكامل للمدنيين، لأنه بموجب الوثيقة الدستورية آن للبرهان أن يسلم السلطة للمدنيين”.

وتابع الشيخ “السودان بتركيبته الهشة الحالية، المؤسسة العسكرية لا يزال لها دور، وأهل السودان جميعًا في انتظار أن تقول كلمتها للتاريخ وأن تحافظ على وحدة البلد، وأن تكون منحازة في ظل منعطف تاريخي خطير وتنتصر لشعبها ووطنها”.

وأضاف “ليس مطلوبًا الآن اختزال الوطن في أي شخص سواء كان حمدوك أو البرهان أو حميدتي، وهذه المؤسسة قادرة على تمييز خارطة طريق تقود بها البلد إلى الأمام وهي منصتة للشعب المحتشد أمام القيادة العامة، حتى لا تضيع الدماء هدرًا ويتوقف سفك الدماء، مطلوب من كل الأطراف أن تعلي قيمة الوطن ومصلحته ووحدته وسلامة أبنائه”.
وعن توقعاته في حال لم تستجب المؤسسة العسكرية لهذه النصيحة ورأت أن البرهان خير ممثل لها في السلطة قال الشيخ “نحن نراهن على وعي المؤسسة العسكرية ووطنيتها وقدرتها على التمييز بين مصير البلد ومصير الأفراد وثقتنا فيها كبيرة”.

وأَضاف “أعتقد أن البرهان مطلوب منه أن يترجل من تلقاء نفسه، ويجنب البلد شر الاقتتال والانقسام بتنحيه من تلقاء نفسه كقائد شجاع يقدم مصلحة الوطن، وهو أمام اختبار تاريخي يكون فيه السودان أو لا يكون، يحافظ فيه على الدماء أو يستمر سفكها”.

وتابع “المجموعة التي تقود المؤسسة العسكرية حاليًّا والتي أبرمنا معها اتفاق المرحلة الانتقالية لم تعد مؤتمنة على مصير البلد أو الشراكة أو السلام وتحقيق العدالة وبناء السودان، كما أننا لا نثق في قدرة هذه المجموعة على إدارة انتخابات نزيهة أو تقديم قانون أو مفوضية للانتخابات أو حتى إجراءات أمنية”.

وكان الآلاف من المتظاهرين قد توجهوا في مسيرة إلى القصر الرئاسي بالعاصمة السودانية الخرطوم، أمس الأحد، مما دفع قوات الأمن إلى إطلاق الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت.

وتتزامن الاحتجاجات مع الذكرى الثالثة لانطلاق ثورة 19 ديسمبرة2018، التي دفعت قيادة الجيش إلى عزل رئيس البلاد عمر البشير في 11 أبريل 2019.

ويشهد السودان، منذ 25 أكتوبر احتجاجات رفضًا لإجراءات اتخذها البرهان في اليوم ذاته، تضمنت إعلان حالة الطوارئ وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليَيْن وعزل رئيس الحكومة عبد الله حمدوك، عقب اعتقال قيادات حزبية ومسؤولين ضمن إجراءات وصفتها قوى سياسية بأنها “انقلاب عسكري”.

وفي 21 نوفمبر الماضي، وقّع البرهان وحمدوك اتفاقًا سياسيًّا يتضمن عودة الأخير إلى منصبه، وتشكيلَ حكومة كفاءات، وإطلاقَ سراح المعتقلين السياسيين، وتعهدَ الطرفين بالعمل سويًّا لاستكمال المسار الديمقراطي.

إلا أن قوى سياسية ومدنية عبّرت عن رفضها للاتفاق، وعدّته محاولة لـ”شرعنة الانقلاب”، متعهدة بمواصلة الاحتجاجات حتى تحقيق الحكم المدني الكامل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى