مقالات

موازنات- الطيب المكابرابي -دولة الظلم ساعة

منذ دخولنا عهد ما بعد حكم البشير وحتى الساعة هذه ظللنا نتدهور ونتراجع ونزداد فوق تراجعنا السابق وخاصة في مجالات الامن والأخلاق ولا نقول المعاش فنحن شعب يجوع ويصبر ولا يحتمل مساسا بسمح وكريم وعظيم الاخلاق..
قبل يومين تعرضت وانا داخل محطة وقود الى معاملة غير كريمة وإساءة وجهها احد منسوبي القوات المسلحة لكل من حاول مؤازرتي والوقوف بجانبي كبارا وصغارا مستغلا وظيفته في الاستخبارات وذلك رغم اني اخطرته باني صحافي …
ذهبت لتدوين بلاغ ضده فطالبني مركز الشرطة بالذهاب الى النيابة وتقديم عريضة لوكيل النيابة حتى يتمكنوا من فتح البلاغ..
قصدت وكيل النيابة في وسط الخرطوم بعد الثالثة مساء تقريبا فقيل ان الوكيل لن يحضر قبل الغروب فاضطررت واخرين كثر للانتظار ..
بعد حضور السيد وكيل النيابة قال احد المداومين من أفراد الشرطة ان مولانا لن ينظر في العرائض والشكاوى وعلى أصحابها الحضور غدا وهو سيعمل في الضمانات اليوم .. حاولت اقناع الرجل بضرورة فتح بلاغي هذا اليوم فاشار تجاه مولانا وقال لي ذاك هو …
حاولت توصيل حوجتي الى الرجل في مكانه ذاك ( هول) فقال اني لا اسمعك إلا داخل مكتبي فجلست منتظرا الأمر الذي جعل ذاك الشرطي يخاطبني من جديد بانه اخبرني بعدم قبول العرائض فلماذا تنتظر..؟ فقلت ان السيد وكيل النيابة قال انه لا يسمعني إلا داخل مكتبه وسانتظر لادخل عليه …
دخلت على مولانا وبيدي عريضة مكتوبة امسك بها ولم يقراها جيدا ..فسالني ماهذا؟؟
قلت هذه شكوى ضد شخص تعدى علي فقط لاني سالت عن سبب تحصيلهم اموالا اعتبرها انا غير قانونية. فما كان من الرجل الان قال لي ..
وهل انت مراجع حكومي حتى تسأل عن التحصيل قلت يامولانا اسمعني. قال لازمن عندي لسماع كل شئ ..
قلت التحصيل يتم من مني انا وانا من سيدفع فكيف لا اسال عنه…
عندها أخذ الرجل ورقة وبدأ يكتب بعد ان اقسمت على اليمين..
حرر لي تصريحا بفتح البلاغ وقبل قتحه تدخل الاجاويد وبعض المعارف لاعفو عن المعتدي بعد ان اعتذر وطلب العفو فعفوت لله…
بعد نشري الحادثة على صفحتي بالفيس انهالت علي المؤازرات والادانات والمطالبات بالذهاب في طريق ألقانون حتى اخره ليتعظ هذا ومن يشابهه وليعلموا ان هناك قانون..
زملاء مهنة واهل واقارب ومحامين واصدقاء من مختلف جهات هذا البلد كانوا معي بمختلف درجاتهم العلمية والوظيفية والمهنية ومشاربهم القبلية..
سردت كل شئ ليعلم الناس اننا فعلا نعاني اينما توجهنا لقضاء حاجة من الحاجات وفي قصتي هذه بدءا من محطة الوقود وحتى التنازل عن البلاغ..
من بهتم بامر الناس مطلوب منه مراجعة ماهو مسؤول عنه فهو راع ومسؤول …
في القوات المسلحة نحن نحتاج تاهيلا وتدريبا وانتقاءا لمن يتعاملون مع الجمهور وفي الشرطة كذلك نحتاج فتح ابواب التاهيل للجميع باعتبارهم جميعا يتعاملون مع الناس في كل مجالات عملهم
في النيابات كذلك نحتاج اصحاب الصبر ومن يعرفون ويجيدون التعامل مع المواطنين فما كل الناس قادرين على توصيل حوجتهم ومنهم من يترك حقا بينا اذا ماشعر بعدم اهتمام بقضيته ..
نحتاج تدريب وتاهيل كل من يتعامل مع الناس بشكل مباشر حتى وان اقتصى الأمر اعادة هيكلة كل هذه الاجهزة أو تسريح منسوبيها والبناء من الصفر لتصبح شرطتنا وجيشنا ونياباتنا مؤهلة لحفظ حقوق المواطنين وتحقيق العدالة..
كما اننا ندعو اجسام الصحافيين نقابة كانت أو اتحاد ان توصل لقيادات كل الاجهزة رسالة فحواها ان الصحافي محمي بالقانون وإن التعامل معه لايجب ان يتجاوز حدود القانون وإن تصل هذه الرسالة الى كل منسوبي هذه الاجهزة وفق الترتيبات التي يعملون بها لتوصيل مثل هذه الرسالة

وكان الله في عون الجميع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى