مقالات

محمد عبد الماجد يكتب: الحزب الشيوعي أول من انقلب على حكومة حمدوك (المدنية)

(1)

 استغرب جداً من الدعوات التى تدعو الى تسريح قوات الدعم السريع بدلاً من دمجها في القوات المسلحة – قوة بهذه القدرات والخبرات والمعرفة بالحروب والقتال، ليس من مصلحة السودان تسريحها… غير ذلك فان في تسريحها خطر على البلاد.

 نحن احوج ما نكون لتقوية (الجيش) – مشكلتنا مع المؤسسة العسكرية (ضعفها) وليس (قوتها) ، لأن في قوة الجيش قوة للسودان.

 الصين من اكبر الدول المنتجة في العالم .. والصين تملك اكبر جيش في العالم ويأتي بعدها مباشرة في تعداد الجنود الولايات المتحدة الامريكية دولة (المؤسسات) و القانون والسلطة المدنية.

 ليس هنالك تعارض بين المدنية وقوة الجيش.. إلا اذا قصدتم من ذلك الخراب والدمار.

في ظل المطامع التى تهدد السودان نحتاج الى جيش قوي.

قوة الجيش عندي تعني ان يبقى في (ثكناته) وان يحمي الارض والدستور ولا ينقلب عليه.
انقلاب الجيش على السلطة وعلى الدستور (ضعف) فيه وليس قوة.

 الانقاذ اضعفت الجيش .. لهذا تراجعنا.

 الكثير من الدول تلجأ لخيار التجنيد الاجباري حدث ذلك في العهد البائد ويحدث ذلك في مصر الآن. لماذا نسرح قوات الدعم السريع بعد خبراتها في القتال والتجنيد الاجباري يمكن ان يكون احد خيارات تقوية الجيش في الفترة القادمة.

 الجندي السوداني في النهاية (مواطن سوداني) يجب ان يجد التقدير والراتب المجزي شريطة ان يكون ذلك تحت لواء القوات المسلحة.

 دولة بدون جيش لن تنعم بالمدنية ولن تعرف الاستقرار والامن. يجب ان نرتقى لهذا الحس الوطني بدلاً من الجدال لمكاسب حزبية وسياسية لا علاقة لها بالوطن.

(2)

 في العهد البائد لم نكن ننتقد الحزب الشيوعي لأن التآمر على الحزب كان كبيراً وكان الحزب الشيوعي يقاتل وحيداً.. لكن الآن ننتقد الحزب الشيوعي لأن الحزب الشيوعي في موقف قوة، مع ذلك يقع في الكثير من الاخطاء ونحن ننتظر من الحزب الشيوعي دوراً اكبر من دوره الذي يقوم به الآن والمتمثل في المعارضة والانتقاد دون ان يكون للحزب اى خطوة الى الامام حتى وان كانت خطوة احادية.

 هذا الدور الذي يقوم به الحزب الشيوعي السوداني وهو يحترف (السياسة) تقوم به مواقع التواصل الاجتماعي.

 الحزب الشيوعي حتى بعد سقوط نظام الانقاذ ما زال يقوم بدوره السابق .. فهو ما زال حزباً معارضاً رغم ان الشيوعي له نصيب الاسد في هذه الثورة.

 يعرف الحزب الشيوعي ان يعارض لكنه لا يعرف ان يكون في السلطة او جزءاً منها. لا يعرف الحزب الشيوعي ان يحكم .. وهذا خلل كبير في الحزب الشيوعي السوداني.

 دور الحزب الشيوعي في العهد البائد كان كبيراً في المعارضة .. دعونا نسأل ماذا قدم الحزب الشيوعي بعد سقوط الانقاذ؟

 امام الحزب الشيوعي كانت فرصة تاريخية لتحقيق نظرياته على ارض الواقع بدلاً من الاكتفاء بدور الناقد والمصحح.

(3)

 (قال القيادي في الحزب الشيوعي السوداني صديق يوسف ان اعتراف نائب رئيس الانقلاب حميدتي بانقلاب ٢٥ اكتوبر لا يعفيه من المسؤولية ولا من ما ارتكب من جرائم وما وصلت اليه البلاد. واضاف يوسف في حديثه للراكوبة مع الزميلة امتنان الرضى ان الموقف من السلطة الانقلابية ليس من بعد انقلاب ٢٥ اكتوبر إنما منذ العام ٢٠١٩_ لذا اعتذارهم لا يعفيهم عن ما يحدث للبلد طالما هم على السلطة. ولفت يوسف الى حديث نائب رئيس الانقلاب عن” دمج مليشيات الدعم السريع في الجيش” يعني ان يتحمل الشعب السوداني ووزارة المالية الصرف على هذه المليشيات وقوات حركات سلام جوبا التي عددها “١١ فصيلاً” يستكمل واننا سيصبح لدينا جيش يفوق المليون في وقت نحن لا نحتاج لجيش ويختم ان ما صرح به نائب رئيس الانقلاب في خطابه بالأمس يؤكد ان هناك ديكتاتورية في البلاد يجب الاطاحة بها وإلغاء كل سياسات ٢٠١٩).

 انتهى كلام صديق يوسف.

 اول من انقلب على حكومة حمدوك (المدنية) وعمل ضدها وأضعفها هو الحزب الشيوعي السوداني .. ما كان العسكر يمتلكون الجرأة على انقلاب 25 اكتوبر لو لم يعمل الحزب الشيوعي ضد حكومة حمدوك.

 عجباً ان يعترض القيادي في الحزب الشيوعي السوداني صديق يوسف وهو من اهل الحكمة في الحزب الشيوعي على انقلاب 25 اكتوبر وهم الذين مهدوا له… وللحزب الشيوعي تجربة سابقة مع جعفر محمد نميري .. ليست مرة واحدة وإنما مرتين. على الحزب الشيوعي ان يكون اميناً مع تجربته وتاريخه.

 لن ينهض السودان بهذا التعالى وعدم الاعتراف بالأخطاء.

 هذا الوطن كلنا قصرنا في حقه .. كلنا شركاء في تدهوره وتراجعه حتى وان كنا نعارض ذلك.

 المعارضة وحدها لا تكفي – المعارضة يجب ان تصحب بالبناء والوعي.

 اما اغرب ما جاء في تصريح صديق يوسف هو اعتراضه على حديث نائب رئيس الانقلاب عن” دمج مليشيات الدعم السريع في الجيش” ورفضه ان يتحمل الشعب السوداني ووزارة المالية الصرف على هذه المليشيات وقوات حركات سلام جوبا التي عددها “١١ فصيلاً” وهذا يعني عند صديق يوسف ان يكون لنا جيش يفوق تعداد جنوده المليون في وقت نحن لا نحتاج لجيش.

 من قال لصديق يوسف اننا لا نحتاج للجيش؟

 كلام صديق يوسف هذا يعني ان نحول قوات الدعم السريع الى قوات معارضة ومتمردة تحارب في دارفور وكردفان والنيل الازرق بدلاً عن دمجها في الجيش.

 ان تصرف على هذه القوات وهي في الجيش والبلاد في سلام افضل من ان تصرف ضدها وهي متمردة والبلاد في حالة حرب.

 هذه القوات هي قوات سودانية .. وجنود الدعم السريع وفصائل الحركات يحملون الجنسية السودانية .. وعلى الحكومة يقع واجب الصرف عليهم حتى وان كانوا خارج الجيش .. فكيف نرفض لهم الاندماج في الجيش؟

 حقيقة كلام غريب صدر من صديق يوسف لا يشبه صديق يوسف ولا يشبه الحزب الشيوعي.

 من مصلحة البلاد ان يكون للسودان جيش يتكون من (5) مليون جندي .. وغير مقبول ان يكون عدد الجيوش في السودان (13) جيشاً… الخلل في كثرة عدد الجيوش وليس في كثرة جنود الجيش.

(4)

 بغم

 الحزب الشيوعي ضد حمدوك وضد الانقلاب عليه وضد الاعتراف بخطأ الانقلاب والعودة منه.

 الحزب الشيوعي ضد التوقيع على الاتفاق الاطاري وضد عدم التوقيع عليه… وضد قوات الدعم السريع وضد اندماجها في الجيش.

 ماذا يريد الحزب الشيوعي السوداني؟

 وكل الطرق تؤدي الى (المدنية).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى