منوعات

الاعلامي المصري إبراهيم عيسى يثير عاصفة من الغضب بسبب تشكيكه في ” الإسراء والمعراج “

سودا ميديا : وكالات

أثار الإعلامي المصري إبراهيم عيسى حالة من الجدل والغضب في مصر، بعدما قال إن حادثة معراج النبي محمد صلى الله عليه وسلم “قصة وهمية”، على حد تعبيره، مهاجماً رجال الدين الذين يتحدثون عن المعراج على أنه “حقيقة”، وفق قوله.

عيسى، وفي برنامجه الذي يقدمه على قناة “القاهرة والناس”، هاجم رجال الدين، وانتقدهم بأنهم يقدمون للناس “نصف الحقيقة”، وقال إن بعضهم “يسردون قصصاً دينيةً غير كاملة”، واعتبر أن الناس ليسوا بحاجة إلى “المشايخ” من أجل أن يعلموهم الدين.

اعتبر عيسى أن من بين القصص “الوهمية” التي يروّجها رجال الدين، حادثة المعراج التي ينظر لها المسلمون على أنها واحدة من المعجزات التي خصّ بها الله نبيه محمداً.

الإعلامي المصري قال: “ما رأيك بأنه لا يوجد معراج؟ هل ستصدق أنه لا يوجد معراج؟ وكل القصة عن أنه صعد للسماء (النبي محمد)، وأنه رأى الناس في النار هي قصة وهمية كاملة”، وزعم أن هذا “مذكور في كتب السيرة والحديث والتاريخ”.

هاجم عيسى رجال الدين، الذين قال إنهم يقدمون للناس فقط “القصص التي تقول إن المعراج حدث”، ولكنهم يخفون القصص التي تنفي حدوثه، واعتبر أن ما قاله رجال الدين على مدار عقود من الزمن لم يكن يؤدي إلى أي تقدّم، وفق رأيه.

أثارت تصريحات عيسى ردود أفعال، من بينها تعليق الدكتور عباس شومان المشرف على الفتوى بالأزهر الشريف.

شومان وفي حسابه على موقع فيسبوك قال رداً على عيسى: “الإسراء والمعراج حقيقة رغم أنف الجهلاء، من الغريب والعجيب وبعد مرور هذه القرون على إجماع علماء الأمة على حدثي الإسراء والمعراج، يظهر علينا بين الحين والحين من يشكك في هذين الحدثين أو أحدهما، ولا يمكن وصف المشكك في الإسراء أو المعراج إلا بالجهل المطبق، أو رفض ما نطق به القرآن الكريم”.

أضاف شومان أن الإسراء ورد في سورة حملت اسم الحدث “سبحان الذي أسرى بعبده، والمعراج في سورة النجم، إضافة إلى ما أورده علماء التفسير والحديث والسير نقلاً عن صاحب الحدثين -صلى الله عليه وسلم- ثم السؤال الذي يطرح نفسه: ماذا يستفيد الناس من التشكيك وإنكار ما استقر عليه الثقات عبر عصور إسلامنا؟!”

كذلك هاجم الصحفي المصري، مصطفى بكري، عيسى، وقال في تغريدة على تويتر: “مازال الإعلامي إبراهيم عيسي يواصل أكاذيبه وادعاءاته، بهدف التشكيك وإثارة الفتنه في البلاد، فبعد إهانته لأمهاتنا وسيداتنا في الصعيد والأرياف راح يواصل تشكيكه في ثوابت الدين والعقيده”.

من جانبه، أعلن الممثل المصري، مصطفى درويش، على حسابه في فيسبوك، الاعتذار عن استكمال عمله في فيلم “الملحد”، وهو من تأليف الصحفي عيسى.

درويش قال: “إن الاعتذار عن فيلم الملحد اللي صوّرت فيه أربع أيام بسبب إن مؤلف القصة هو إبراهيم عيسي، لأن واضح إن الحرب دي ممنهجة، وأنا مقبلش أبداً أكون أداة للحرب ضد ديني ولو الثمن هيكون ايه”. كذلك أشار درويش إلى أنه سيقاطع أي برنامج لعيسى.

من جانبه، نقل موقع صحيفة “الوطن” المصرية”، عن نقيب الإعلاميين طارق سعدة، قوله إن “لجنة الرصد في النقابة ستفرغ محتوى الحلقة، التي اشتملت على تصريحات إبراهيم عيسى، بخصوص المعراج”، مضيفاً: “ننتظر تقرير المرصد، وعلى ضوئه سنتخذ الإجراءات”.

ما موقف الإفتاء بمصر؟
الضجة التي أحدثتها تصريحات إبراهيم عيسى، دفعت مركز الأزهر الشريف للفتوى إلى الرد عبر حسابه الرسمي على فيسبوك، حيث أكد أن أن “معجزة الإسراء والمعراج من معجزات سيدنا رسول الله المتواترة، الثَّابتة بنص القرآن الكريم في سُورتي (الإسراء) و(النَّجم)، وبأحاديث السنة النبوية المطهّرة في الصحيحين والسنن والمسانيد ودواوين ومصنفات السُّنة، والتي انعقد على ثبوت أدلتها ووقوع أحداثها إجماع المُسلمين في كل العصور، بما لا يدع مجالًا لتشكيك طاعِن، أو تحريف مرجف”.

واستكمل البيان: “ومحاولات الطعن البائسة في صحابة سيدنا رسول الله والتشكيك في عدالتهم بعبارات لا تليق بمقام خير جيلٍ من هذه الأمة جُرم محرم، وجرأة مُستهجنة ومرفوضة، ودَرب من التجاوز البغيض والمُستَنكر، لدى أمّة مهما بلغ التقصير بأفرادها، إلا أنّهم لا يقبلون المساس بجناب سيدنا رسول الله ولا أصحابه”.

كما سبق أن كان للمفتي السابق لمصر علي جمعة حديث في هذه القضية.

وسائل إعلام مصرية بينها موقع “فيتو”، و”الوطن”، أوردت جواب جمعة على سؤال وجه له بخصوص حادثة الإسراء والمعراج، وقال إن “جمهور العلماء اتفق على أن الإسراء حدث بالروح والجسد؛ لأن القرآن صرَّح به؛ لقوله تعالى: ﴿بِعَبْدِهِ﴾ والعبد لا يطلق إلا على الروح والجسد”.

أضاف أن “الإسراء تحدّث عنه القرآن الكريم والسنة المطهرة، ويمكن للسائل أن يراجع الأحاديث التي وردت في مظانها”.

في حديثه عن المعراج قال جمعة: “وأما المعراج فقد وقع خلاف فيه، هل كان بالجسد أم بالروح -أي رؤيا منامية- وجمهور العلماء من المحققين على أن المعراج وقع بالجسد والروح يقظة في ليلة واحدة، وما يراه بعض العلماء من أن المعراج كان بالروح فقط أو رؤيا منامية فإن هذا الرأي لا يعوَّل عليه؛ لأن الله عز وجل قادرٌ على أن يعرج بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم بجسده وروحه، كما أسرى به بجسده وروحه”.

“وإذا كان القرآن الكريم قد تحدث عن الإسراء صراحةً، وعن المعراج ضمناً، فإن السنة جاءت مصرحة بالأمرين الإسراء والمعراج”، بحسب جمعة.

على شبكات التواصل الاجتماعي أيضاً قوبلت تصريحات عيسى عن حادثة المعراج بالرفض، ووجَّه مغردون انتقادات له ودعوات للسلطات للتحقيق والتحرك حيال تصريحاته.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى