أخبارأخبار رئيسيةسياسية

السفير نور الدين ساتي في رسالة لإسرائيل: “لا تقفوا إلى جانب العسكر فالشعب السوداني لن ينسى ذلك (فيديو)

 

سوداميديا : وكالات

في أول مقابلة له مع وسائل إعلام إسرائيلية ، روي سفير السودان في واشنطن نور الدين ساتي ، والذي أطاح به الانقلاب العسكري لأول مرة عن كواليس إقالته المهينة من منصبه كسفير في واشنطن وعن أسرار تطبيع العلاقات مع إسرائيل والتي كشف فيها انه كان من المؤيدين لها .

ووجه  السفير ساتي في مقابلة مع هيئة الإذاعة الاسرائيلية رسالة إلى القيادة في إسرائيل قال فيها : لا تقفوا إلى جانب الجيش ،  فالشعب السوداني لن ينسى ذلك. يأتي ذلك على خلفية الزيارات المتبادلة الأخيرة للخرطوم واسرائيل ، وعلى خلفية الادعاءات بأن إسرائيل تدعم جنرالات الخرطوم الذين قاموا بالانقلاب على الحكومة الانتقالية.

وبعد أكثر من ربع قرن عاشها الشعب السوداني معزولا عن العالم سياسيا واقتصاديا وحتى اجتماعيا، في ظل حصار أمريكي وغربي وصراع داخلي ومطالبات من المحاكم الدولية.

جاءت ثورة ديسمبر وبدأت البلاد مرحلة جديدة في كل مناحي الحياة، حيث تعهدت واشنطن خلال زيارة رئيس الحكومة المستقيل عبدالله حمدوك برفع العقوبات وإعادة العلاقات الدبلوماسية وهو ما تم بتعيين نور الدين ساتي سفيرا للسودان في واشنطن بعد انقطاع دام أكثر من 25 عاما.

وكان للسفير ساتي دور كبير في تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة ورفع السودان من قائمة الإرهاب وإعادة تأهيل اقتصاده ، وفيما يتعلق بتطبيع العلاقات مع إسرائيل يقول ساتي : من ناحية المبدا لم يكن هنالك اعتراض على التطبيع ولكن من ناحية التوقيت ومن ناحية التنفيذ ومن ناحية الرأي العام السوداني كان لابد من التريث قليلا قبل المضي في هذا الأمر إلى نهايته.
ولكن أؤكد انه كان هناك استعداد من الحكومة ومن قبل رئيس الوزراء ان يمضي في أمر التطبيع

ويقول ساتي إن الناس في السودان ينشأون ويتعلمون أن إسرائيل عدو وأن وجودها يجب أن يُعارض. ويشرح قائلاً: “من الصعب للغاية تغيير هذا التصور دون رغبة من جانب إسرائيل”.

وفي 25 أكتوبر اعلن عبد الفتاح البرهان ، رئيس مجلس السيادة ، حالة الطوارئ وحل الحكومة في ما اعتبر  انقلاباً عسكرياً بين قطاعات كبيرة من الشعب السوداني و بالنسبة لي على حد تعبير ساتي: اكثر مايؤلمني أننا سنعود إلى نفس الوضع. 30 عاما من المعاناة و 27 عاما من دون علاقات دبلوماسية “.

ومثل الدبلوماسيين الآخرين ، لم يتردد ساتي في معارضة الانقلاب العسكري الذي كلفه وظيفته ، إلى جانب العديد من السفراء الآخرين في دول رئيسية. ويتذكر ساتي: “ليس من السهل عليك كسفير أن تكون قد خدمت بلدك ، ثم يأتي رجل يعتقد أنه يحكم السودان – ويطردك بهذه الطريقة المهينة”.

على الرغم من عزله من قبل الجيش ، ظل في السفارة المدعومة من الولايات المتحدة واستمر في العمل كالمعتاد على أمل أن يتغير الوضع. هذا الشهر قرر أخيرًا الخروج من هناك ومغادرة السفارة. وفقًا لساتي ، قرر أخيرًا المغادرة لأنه أدرك أنه لا يمكنه التعاون مع الجيش تحت أي ظرف من الظروف. ويضيف ساتي: “لم أرغب في الاستمرار في أن أكون سفيرهم”. وذكر كذلك في المقابلة أنه يفضل البقاء في الولايات المتحدة للفترة الحالية ، وأنه لا سبيل له للعودة إلى السودان في ظل النظام العسكري الحالي. وأكد ساتي : ساستمر في دعم الثورة والتعامل مع السودانيين في كافة أنحاء العالم من أجل التخلص من هذا النظام الانقلابي

كما استغل السفير ساتي المقابلة لإرسال رسالة حادة إلى القيادة الإسرائيلية وسط اتهامات من الشارع السوداني ومن سياسيين سودانيين بأن إسرائيل ساعدت ودعمت الجيش ، بعد التقارير الأخيرة عن زيارات قام بها مسؤولون أمنيون للخرطوم واسرائيل. ويضيف ساتي : أقول بوضوح ان إسرائيل كانت مخطئة و إذا أرادت إسرائيل التطبيع مع الشعب السوداني فعليها أن تدخل من “الباب الواسع وهو باب الشعب السوداني. وان لا تقف إلى جانب العسكريين الذين يجثمون على أنفاس السودانيين.. ولن ينسي الشعب السوداني ذلك “.

وختم ساتي حديثه : إن على إسرائيل إيجاد طريقة للتواصل مع السياسيين والهيئات المدنية في البلاد. “يجب أن يستفيد الجميع من العلاقات بين الدول ، وليس فقط الجيش ونظام الدفاع في السودان وإسرائيل و”على الإسرائيليين وغيرهم أن يفهموا أنه لن يكون هناك استقرار في السودان في ظل الحكم العسكري”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى